حازت رياضة كمال الأجسام منذ القدم على كل التمجيد حيث كانت الأجسام المكتملة القوية مفتولة العضلات تبهر الجميع وينال أصحابها على الاحترام و التقدير.
رياضة كمال الأجسام
- ففي الحضارة المصرية القديمة كانت التماثيل تُنحت وتُجسد في هيئة مفتولي العضلات ممشوقي القوام، مشدودي الأجسام إبرازًا للقوة والكمال والجمال المثالي الذي يجب أن يكون عليه جسم الإنسان.
- أما اليونان فكانت صاحبة الأسطورة الخاصة بالبطل الخارق هرقل الذي شاع عنه أنه نصف الإله ونصف البشر و الذي تمتع بجسم خارق قوي البنية مفتول العضلات مما جعله بقوته وعضلاته رمزاً للألعاب اليونانية القديمة التي كانت تُقام على جبل الأولمب.
- وفي الهند والصين كان يتفنن النحاتون في تصوير أجسام البشر بقوتها وكمالها اختلقوا في أساطيرهم أبطال يعدون رمزًا للكمال الجسماني والعضلي والعقلي.
- الكتاب المقدس وردت به آيات عن قوة الأنبياء والقادة وكان من أبرزهم شمشون الجبار البطل الشعبي صاحب القوة والجسد مفتول العضلات.
- وقد أشار القرآن الكريم إلى ميزة الجسم الكامل القوي وقد امتلأت الكتب العربية والإسلامية القديمة بوصف قوة القادة والخلفاء والسلاطين والحكام ووصف أجسادهم ومدى قوتها وصلابتها وجاءت قصص ألف ليلة وليلة بأمثلة الأبطال الخارقين للعادة بأجسامهم و قواهم الخارقة مثل علاء الدين.
- وفي عصر النهضة الأوروبية كان الفنانون يمجدون الأجساد الممشوقة الكاملة البنيان والقوة فصوروا الآلهة والأنبياء والقديسين بأجسام بارزة الرجولة والقوة.
التسلسل التاريخي لرياضة كمال الأجسام:
1. البدايات:
في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل القرن العشرين بمدينة لندن وعلى يد يوجين ساندو الألماني أتخذت رياضة كمال الأجسام شكلها الحالي حيث كان يستعرض عضلات جسده وقوته في المهرجانات وأمام الجمهور وهناك فيلم موسيقي يروي قصته تم إنتاجه في سنة 1936 وعنوانه (زيجفيلد العظيم) وقد لعب الممثل نات بندلتون دور ساندو ثم في 14 أيلول من سنة 1901 في لندن شارك ساندو في تحكيم مسابقة أُقيمت لعرض العضلات والتي نالت استحساناً كبيراً ورواجاً هائلاً وقد فاز وليام. ل. مورّاي من نوتنجهام بإنجلترا وكانت الجائزة هي تمثال برونزي ليوجين ساندو.
2. مرحلة الصعود:
رياضة كمال الأجسام شعبية كانت مع نهاية الحرب العالمية الثانية وزيادة التحرر في البلاد الأوروبية ومع تأثير الأساطير الأميركية مثل سوبرمان وسبايدر مان وغيرها وأصبح نصيب الألعاب الرياضية بشكل عام وكمال الأجسام بشكل خاص كبيراً جداً حيث تشجع الشباب على ممارسة التمارين لتقوية أجسامهم وتحسين لياقتهم البدنية وقام تشارلز أطلس بنشر كتب الرسوم الخيالية التي شجعت بشكل ما على ممارسة الرياضة ومن ثم ظهرت مجلات متخصصة في مجال التنمية العضلية وفي مجال القوة والصحة وظهرت المسلسلات والأفلام التي يكون الممثلين بها أصحاب عضلات مفتولة مثل ريج بارك الذي أدى دور الأبطال الأسطوريين مثل هرقل وشمشون.
ومع الوقت أخذ يتم تنظيم العديد من البطولات المتخصصة برياضة كمال الأجسام مثل بطولة العالم لكمال الأجسام وظهر العديد من الأبطال مثل لاري سكوت.
وتم تأسيس الاتحاد الدولي للاعبي كمال الأجسام سنة 1946 على يد الكندي بن وايدر وتطورت الآلات والأساليب اللازمة لممارسة هذه الرياضة على يد شقيقه مدرب الأبطال جو وايدر. كما تأسست الرابطة الوطنية للاعبي كمال الأجسام الهواة سنة .1950
3. مرحلة البريق والخبو:
تأسست الاتحادات الوطنية لهذه اللعبة في مختلف دول العالم وظهر أبطال جدد كان أعظمهم على الإطلاق آرنولد شوارزنيجر وأصبح مثلاً أعلى لكثير من الشباب لتشجعيهم على ممارسة هذه الرياضة لكنْ خلال عقد التسعينيات خبا نجم رياضة كمال الأجسام وذلك يعود إلى ما ارتبط بهذه الرياضة من سمعة سيئة في مجال المنشطات الستيرويدات الذي جعل الاتحاد الدولي للاعبي كمال الأجسام.
يصدر تعليمات مشددة بخصوصها ولكن مع الاكتشافات الطبية الجديدة والأساليب العلمية في التدريب الرياضي منعطفاً هاماً في استمرار رياضة كمال الأجسام اعتباراً من بداية القرن الحادي والعشرين، فقد ظهرت المكملات الغذائية بمختلف أنواعها من بروتين وأحماض أمينية وحارقات للدهون، وكرياتين، وفيتامينات وأصبحت البديل السليم للمنشطات البناءة الضارة بالصحة.
4. أوائل لاعبي كمال الأجسام؟
كان إيرل ليدرمان من رواد كمال الأجسام في فترة الثلاثينيات حيث كتب الكثير من المؤلفات التوضيحية عن كمال الأجسام وكذلك وزيش برايتبارت وجورج هاكن شميدت وإيمي نمينا وجورج جويت وفن هاتيرال ومونتي سالدو لونسيستون إليوت، وسيج كلاين وألفريد موس وجو نوردكفيست وليونيل سترونج فورت وكذلك البطل التشيكي جوستاف فريستنسكي ورالف باركود الذي ألف كتاباً عن الثقافة البدنية.